تفجيرات رقان

التفجيرات النووية الفرنسية برقان ولاية ادرار1960: جريمة مستعمر مستمرة التأثير

التفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية وبالضبط في مدينة رقان ولاية ادرار والتي تشهد على وحشية الاستعمار الفرنسي

في 13 فبراير 1960 أقدمت فرنسا على تفجير أول قنبلة نووية في صحراء الجزائر برقان ولاية ادرار، ضمن عملية أطلقت عليها اسم “جربواز بلو” (اليربوع الأزرق)،

مما أدى إلى كارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق

##وزن وقوة المتفجرات

ووفقًا للخبراء، بلغت قوة الانفجار بين 60 و70 ألف طن من المتفجرات، أي ما يعادل خمسة أضعاف القنبلة التي دمرت مدينة هيروشيما اليابانية.

منطقة التفجيرات رقن ولاية ادرار

57 تجربة نووية في الجزائر

كما تشير المصادر التاريخية إلى أن فرنسا الاستعمارية نفّذت 57 تجربة نووية في الجزائر، شملت

4 تفجيرات جوية في منطقة رقان،

13 تفجيرًا تحت الأرض في عين إيكر،إلى جانب

35 تجربة إضافية في الحمودية

5 تجارب على البلوتونيوم في عين إيكر، على بعد 30 كيلومترًا من الجبال.

مطالب جزائرية باعتراف فرنسي كامل بالتفجيرات النووية بالصحراء

في تصريحات سابقة، شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على ضرورة اعتراف فرنسا بكامل الجرائم التي ارتكبتها خلال فترة الاستعمار وخاصة التجارب النووية في الصحراء الجزائرية.

مؤكدًا ضرورة تحملها مسؤولية تنظيف المواقع النووية وتعويض الضحايا

وأضاف أن العالم استنفر لمواجهة كارثة تشيرنوبيل، بينما التجارب النووية الفرنسية في الجزائر لم تحظَ بردود أفعال مماثلة، رغم وقوعها بالقرب من تجمعات سكانية.

لمعالجة هذه المخاطر، أنشأت الجزائر الوكالة الوطنية لإعادة تأهيل مواقع التجارب النووية عام 2021،

لكن ورغم مرور أكثر من 60 عامًاعلى هذه التفجيرات لا تزال آثار النشاط الإشعاعي في تلك المناطق مرتفعة، مما يشكل تهديدًا مستمرًا للسكان والبيئة.

تفجيرات فرنسا النووية برقان جنوب الجزائر

ضحايا بشريون وكوارث بيئية

ويعاني سكان الصحراء الجزائرية حتى اليوم من تداعيات هذه التفجيرات، حيث سجلت حالات مرتفعة من السرطان، والتشوهات الخلقية، والعقم، والاضطرابات النفسية، إلى جانب الأضرار البيئية الجسيمة.

ورغم المطالبات المتكررة، لم تسلم فرنسا للجزائر خرائط المواقع النووية التي دفنت فيها المعدات والنفايات المشعة، مما يزيد من تعقيد جهود إزالة التلوث.

كما تواجه الجزائر عقبات قانونية بسبب قانون موران” الفرنسي الصادر عام 2010، والذي استبعد الضحايا الجزائريين من أي تعويضات.

إبادة جماعية بموجب القانون الدولي

بالإضافة الى ذالك فإن ما حدث من تفجيرات نووية في الجزائر ابان الإستعمار الفرنسي يُصنَّف كـإبادة جماعية

وفق القانون الدولي الإنساني، ويعد انتهاكًا خطيرًا للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.

وتُلزم معاهدة حظر الأسلحة النووية فرنسا التي نفذت تجارب نووية في الجزائر بتقديم الدعم اللازم للضحايا، وإصلاح الأضرار البيئية، وهو التزام يتعين على فرنسا تنفيذه.

دعوات لرفع السرية عن أرشيف التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية

من ناحية اخرى دعت 30منظمة حقوقية دولية الحكومة الفرنسية إلى الكشف عن أماكن دفن النفايات النووية وتقديم تعويضات للضحايا الجزائريين.

كارثة بيئية في الصحراء الجزائرية تمتد لعشرات الآلاف من السنين

لا تزال المخاوف قائمة بشأن التأثيرات طويلة الأمد للنفايات النووية في منطقة رقان، إذ يقدّر الخبراء أن تأثير الإشعاعات سيمتد لأكثر من 24 ألف سنة

كما كشف أن فرنسا أجرت تجاربها على 150 سجينًا جزائريًا بينهم نساء حوامل وأطفال، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.

مطالب جزائرية مستمرة

تطالب الجزائر فرنسا بتقديم أرشيف التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، لتحديد مواقع دفن النفايات المشعة والحد من مخاطرها المستقبلية. ويؤكد المختصون في المجال أن التفجيرات النووية بالجزائر لن تُمحى بالتقادم، وأن المحاسبة والتعويضات هما السبيل الوحيد لتحقيق العدالة للضحايا.

شاهد أيضاً

"رسم صخري في طاسيلي ناجر بالصحراء الجزائرية"

“تاريخ الصحراء الجزائرية: من الرسومات الصخرية في طاسيلي إلى الفتح الإسلامي عام 642م”

تُعدّ الصحراء الجزائرية مجالًا جغرافيًا وحضاريًا فريدًا عرف تحولات بيئية وتاريخية كبرى، بدءًا من عصور …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *